هناك حاجات نفسية أساسية لأسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ينبغي أن تؤخذ في الحسبان ضمن استراتيجية التعامل مع ذوي الحاجة الخاصة من الأطفال المعاقين، وهذه الحاجات هي:
الحاجة إلى عدم الإحساس بالفشل في إنجاب الطفل الذي يعاني من إعاقة أياً كان حجمها، والحاجة لبناء علاقة عاطفية مناسبة لتنظيم العلاقة مع الطفل وتطوير أساليب ملائمة للتعامل مع مشكلاته، والحاجة للإقناع بأهمية عدم مقارنة الطفل بأطفال آخرين، وهذا يتطلب تفهما حقيقياً لحاجات وأنماط سلوك وقدرات الطفل المعاق، والحاجة إلى تنظيم المشاعر وضبطها والسيطرة على ردود الأفعال إلى قد تؤدي لمشاكل أسرية، ودعم وإرشاد الأخوة والأخوات الذين يشعرون بالخجل لأن شقيقهم لديه مشكلة مما قد يبعدهم عن الرفاق وقد يعزلهم خوفاً من مواقف الآخرين وخاصة أقرانهم، وحاجة الوالدين إلى المعلومات والإرشاد والدعم لحسن التعامل والتفاعل مع طفلها المعاق والاقتناع بإمكانية العلاج .
كما أن للطفل المعاق نفسه احتياجاته الخاصة والتي من بينها: حاجته إلى ثقة المحيطين به من الأقرباء والجيران، وحاجته لحنان الأم لتخفيف العبء النفسي الناجم عن الإحباط والإحساس بالقصور والذنب، وحاجة الأخوة والأخوات إضافة للأم والأب لتقبل الأدوار الملازمة لخطط العلاج والرعاية ، وحاجة المعاق للإنتماء إلى جماعة ورفاق، وحاجته للشعور بالأمن والطمأنينة، وحاجته لإثبات ذاته تحقيق احترام الآخرين له.
وفيما يتعلق بالدراسات العربية والأجنبية فقد توصلت في معظمها إلى تعدد تلك الاحتياجات وتنوعها، ما بين معرفية تشمل معلومات حول الطفل المعوق وخصائصه، وأسباب إعاقته، وكيفية التعامل معه، والحاجات الاجتماعية والدعم المادي والحاجات المجتمعية وحول احتياجات أولياء أمور ومعلمي الأطفال المعوقين سمعياً، فقد أوضحت نتائج الدراسات حاجة أولياء الأمور إلى المعلومات حول الإعاقة السمعية وكيفية التعامل معها، فضلاً عن الحاجة إلى كثير من الخدمات الاجتماعية والمجتمعية.
وتعد الضغوط النفسية واحدة من أهم المشكلات التي يعشها الإنسان في الوقت الراهن حتى أصبح هذا العصر يعرف بعصر الضغوط حيث الأزمات الاقتصادية، والأعاصير والبراكين والزلازل والحروب والإرهاب، ولذلك فقد اهتمت العديد من البحوث العربية والأجنبية بدراسة مصادر تلك الضغوط.
ونتيجة لما تسببه الإعاقة من ضغوط نفسية على أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبخاصة الوالدين فقد اهتمت بعض البحوث الأجنبية بدراستها حيث تبين مستوى الضغوط لدى الأمهات أعلى بشكل دال إحصائياً من مستوى الضغوط لدى الآباء.
وفيما يلي ملخصاً لأهم احتياجات أولياء أمور المعاقين، والتي توصلت إليها البحوث والدراسات:
• احتياجات معرفية: وتشمل حاجة الوالدين إلى المعلومات والبرامج الإرشادية للعمل مع أطفالهم بالإضافة إلى تزويدهم بالأساليب المناسبة لمواجهة السلوكيات المضطربة لأطفالهم والتعامل معها، وكذلك توفير النشرات والكتب المتخصصة التي تمكنهم من التعرف المبكر على مشكلاتهم وتوفير البرامج التدريبية التي يمكن تطبيقها مع أطفالهم.
• الدعم المادي: ويشمل حاجة الوالدين إلى الدعم المادي وتوفير العديد من الأمور مثل وساءل المواصلات والألعاب التعليمية المناسبة والعلاج الطبي ووسائل الترفيه وتخصيص بعض المميزات للأطفال وأسرهم • الدعم المجتمعي: ويشير إلى حاجة الوالدين إلى العم المتمثل في توفير المراكز والجمعيات التي تقدم الخدمات للأطفال ، والمتخصصين الذين يسهل اللجوء إليهم عند الحاجة وتوفير برامج دينية وإرشادية للمجتمع لكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.
• الدعم الاجتماعي: ويشير إلى حاجة الوالدين إلى مساعدة الأقارب في رعاية الأطفال، ووجود الأصدقاء المخلصين لطلب النصح والمشورة والخبرة وإتاحة الفرص للالتقاء بأسر الأطفال ممن يعانون من نفس المشكلة.
أما عن الضغوط النفسية التي يواجهها أولياء الأمور فتتلخص فيما يلي:
1- الأعراض النفسية والسيكوسوماتية: وتشمل الحزن والقلق والتوتر ولوم الذات والإحباط وضيق التنفس وفقدان الشهية العصبي وارتفاع ضغط الدم والألم في المفاصل والمعدة و الأمعاء.
2- مشاعر اليأس والإحباط: ويشمل ذلك الإحساس بأن الوالدين هما سبب الإعاقة ومشاعر الرفض والتجنب الاجتماعي من الأقارب والأصدقاء.
3- المشكلات المعرفية والنفسية للطفل: وتشمل قلق وتوتر الوالدين بسبب صعوبة الفهم والانتباه وضعف الثقة بالنفس وعدم التكيف مع الأقران والأسرة.
4- المشكلات الأسرية والاجتماعية: وتتضمن مشكلات الوالدين بسبب الإعاقة وقلة العلاقات الاجتماعية.
5- القلق على مستقبل الطفل: وتتضمن الخوف والقلق على مستقبل الطفل وذلك لمحدودية إمكانياته وحرص الوالدين على توفير الحماية الزائدة.
6- مشكلات الأداء الاستقلالي للطفل: وتتضمن مشاعر القلق والألم بسبب عجز الطفل عن القيام بالوظائف الاستقلالية الضرورية مثل ارتداء الملابس واستخدام الحمام وتناول الطعام والمحافظة على نظافته والاتزان في الحركة والمشي.
7- عدم القدرة على تحمل أعباء الطفل: ويشمل المتطلبات الكثيرة التي يحتاجها الطفل مادياً ومعنوياً.
ومن أجل مواجهة هذه الضغوط، نلخص فيما يلي أهم الممارسات:
ممارسات وجدانية وعقائدية: ويشمل تقبل الإعاقة والتعايش معها والتوجه إلى الله لحل المشكلة والتركيز على الخدمات التي تقدمها الدولة.
ممارسات معرفية عامة: وتشمل قراءة الكتب حول المشكلة ومتابعة البرامج في وسائل الإعلام والتعرف على مصادر الدعم في المجتمع .
ممارسات معرفية متخصصة: وتشمل تعلم المزيد عن المشكلة وكيفية مواجهتها وحضور الندوات المتعلقة بها والحصول على برامج تدريبية.
ممارسات تجنبية: وتشمل تجنب تحمل المسؤولية والتهرب منها وعدم اصطحاب الطفل في الأماكن العامة وتناول المنبهات.
ممارسات مختلطة: وتشمل استخدام طرق وأساليب متنوعة في مواجهة الضغوط دون التركيز على أسلوب محدد.
د.خالد محمد عبد الغني
استشاري الصحة النفسية - وزارة التربية والتعليم - مصر
جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة لمجلة عالمي
الحاجة إلى عدم الإحساس بالفشل في إنجاب الطفل الذي يعاني من إعاقة أياً كان حجمها، والحاجة لبناء علاقة عاطفية مناسبة لتنظيم العلاقة مع الطفل وتطوير أساليب ملائمة للتعامل مع مشكلاته، والحاجة للإقناع بأهمية عدم مقارنة الطفل بأطفال آخرين، وهذا يتطلب تفهما حقيقياً لحاجات وأنماط سلوك وقدرات الطفل المعاق، والحاجة إلى تنظيم المشاعر وضبطها والسيطرة على ردود الأفعال إلى قد تؤدي لمشاكل أسرية، ودعم وإرشاد الأخوة والأخوات الذين يشعرون بالخجل لأن شقيقهم لديه مشكلة مما قد يبعدهم عن الرفاق وقد يعزلهم خوفاً من مواقف الآخرين وخاصة أقرانهم، وحاجة الوالدين إلى المعلومات والإرشاد والدعم لحسن التعامل والتفاعل مع طفلها المعاق والاقتناع بإمكانية العلاج .
كما أن للطفل المعاق نفسه احتياجاته الخاصة والتي من بينها: حاجته إلى ثقة المحيطين به من الأقرباء والجيران، وحاجته لحنان الأم لتخفيف العبء النفسي الناجم عن الإحباط والإحساس بالقصور والذنب، وحاجة الأخوة والأخوات إضافة للأم والأب لتقبل الأدوار الملازمة لخطط العلاج والرعاية ، وحاجة المعاق للإنتماء إلى جماعة ورفاق، وحاجته للشعور بالأمن والطمأنينة، وحاجته لإثبات ذاته تحقيق احترام الآخرين له.
وفيما يتعلق بالدراسات العربية والأجنبية فقد توصلت في معظمها إلى تعدد تلك الاحتياجات وتنوعها، ما بين معرفية تشمل معلومات حول الطفل المعوق وخصائصه، وأسباب إعاقته، وكيفية التعامل معه، والحاجات الاجتماعية والدعم المادي والحاجات المجتمعية وحول احتياجات أولياء أمور ومعلمي الأطفال المعوقين سمعياً، فقد أوضحت نتائج الدراسات حاجة أولياء الأمور إلى المعلومات حول الإعاقة السمعية وكيفية التعامل معها، فضلاً عن الحاجة إلى كثير من الخدمات الاجتماعية والمجتمعية.
وتعد الضغوط النفسية واحدة من أهم المشكلات التي يعشها الإنسان في الوقت الراهن حتى أصبح هذا العصر يعرف بعصر الضغوط حيث الأزمات الاقتصادية، والأعاصير والبراكين والزلازل والحروب والإرهاب، ولذلك فقد اهتمت العديد من البحوث العربية والأجنبية بدراسة مصادر تلك الضغوط.
ونتيجة لما تسببه الإعاقة من ضغوط نفسية على أسر الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وبخاصة الوالدين فقد اهتمت بعض البحوث الأجنبية بدراستها حيث تبين مستوى الضغوط لدى الأمهات أعلى بشكل دال إحصائياً من مستوى الضغوط لدى الآباء.
وفيما يلي ملخصاً لأهم احتياجات أولياء أمور المعاقين، والتي توصلت إليها البحوث والدراسات:
• احتياجات معرفية: وتشمل حاجة الوالدين إلى المعلومات والبرامج الإرشادية للعمل مع أطفالهم بالإضافة إلى تزويدهم بالأساليب المناسبة لمواجهة السلوكيات المضطربة لأطفالهم والتعامل معها، وكذلك توفير النشرات والكتب المتخصصة التي تمكنهم من التعرف المبكر على مشكلاتهم وتوفير البرامج التدريبية التي يمكن تطبيقها مع أطفالهم.
• الدعم المادي: ويشمل حاجة الوالدين إلى الدعم المادي وتوفير العديد من الأمور مثل وساءل المواصلات والألعاب التعليمية المناسبة والعلاج الطبي ووسائل الترفيه وتخصيص بعض المميزات للأطفال وأسرهم • الدعم المجتمعي: ويشير إلى حاجة الوالدين إلى العم المتمثل في توفير المراكز والجمعيات التي تقدم الخدمات للأطفال ، والمتخصصين الذين يسهل اللجوء إليهم عند الحاجة وتوفير برامج دينية وإرشادية للمجتمع لكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال.
• الدعم الاجتماعي: ويشير إلى حاجة الوالدين إلى مساعدة الأقارب في رعاية الأطفال، ووجود الأصدقاء المخلصين لطلب النصح والمشورة والخبرة وإتاحة الفرص للالتقاء بأسر الأطفال ممن يعانون من نفس المشكلة.
أما عن الضغوط النفسية التي يواجهها أولياء الأمور فتتلخص فيما يلي:
1- الأعراض النفسية والسيكوسوماتية: وتشمل الحزن والقلق والتوتر ولوم الذات والإحباط وضيق التنفس وفقدان الشهية العصبي وارتفاع ضغط الدم والألم في المفاصل والمعدة و الأمعاء.
2- مشاعر اليأس والإحباط: ويشمل ذلك الإحساس بأن الوالدين هما سبب الإعاقة ومشاعر الرفض والتجنب الاجتماعي من الأقارب والأصدقاء.
3- المشكلات المعرفية والنفسية للطفل: وتشمل قلق وتوتر الوالدين بسبب صعوبة الفهم والانتباه وضعف الثقة بالنفس وعدم التكيف مع الأقران والأسرة.
4- المشكلات الأسرية والاجتماعية: وتتضمن مشكلات الوالدين بسبب الإعاقة وقلة العلاقات الاجتماعية.
5- القلق على مستقبل الطفل: وتتضمن الخوف والقلق على مستقبل الطفل وذلك لمحدودية إمكانياته وحرص الوالدين على توفير الحماية الزائدة.
6- مشكلات الأداء الاستقلالي للطفل: وتتضمن مشاعر القلق والألم بسبب عجز الطفل عن القيام بالوظائف الاستقلالية الضرورية مثل ارتداء الملابس واستخدام الحمام وتناول الطعام والمحافظة على نظافته والاتزان في الحركة والمشي.
7- عدم القدرة على تحمل أعباء الطفل: ويشمل المتطلبات الكثيرة التي يحتاجها الطفل مادياً ومعنوياً.
ومن أجل مواجهة هذه الضغوط، نلخص فيما يلي أهم الممارسات:
ممارسات وجدانية وعقائدية: ويشمل تقبل الإعاقة والتعايش معها والتوجه إلى الله لحل المشكلة والتركيز على الخدمات التي تقدمها الدولة.
ممارسات معرفية عامة: وتشمل قراءة الكتب حول المشكلة ومتابعة البرامج في وسائل الإعلام والتعرف على مصادر الدعم في المجتمع .
ممارسات معرفية متخصصة: وتشمل تعلم المزيد عن المشكلة وكيفية مواجهتها وحضور الندوات المتعلقة بها والحصول على برامج تدريبية.
ممارسات تجنبية: وتشمل تجنب تحمل المسؤولية والتهرب منها وعدم اصطحاب الطفل في الأماكن العامة وتناول المنبهات.
ممارسات مختلطة: وتشمل استخدام طرق وأساليب متنوعة في مواجهة الضغوط دون التركيز على أسلوب محدد.
د.خالد محمد عبد الغني
استشاري الصحة النفسية - وزارة التربية والتعليم - مصر
جميع حقوق النشر والاقتباس محفوظة لمجلة عالمي