بحسب مفاهيم التربية الحديثة لم تعد مسؤولية الأهل اتجاه ابنائهم منوطة بتأمين المسكن والمأكل والمشرب فحسب بل تنادي هذه المفاهيم بضرورة ان يتعرف الأهل على مواهب الطفل منذ البدايات العفوية التي يبديها الصغار من خلال اللعب وحتى مشاهدة التلفاز.
ويؤكد علماء القرن الحديث ان ذكاء الأطفال لا ينمو بالكتب فقط بل إن التطور العاطفي يلعب دوراً مهماً في تنمية المقدرة العقلية لصغار السن. والانتباه الى استعدادات الطفل وما يبديه من ميول ممكن التعرف عليها عن طريق مراقبة حركاته ونشاطه في المنزل وتوجيه الطفل الوجهة الصحيحة والتي تأتي عادة بعد أن يلمس موقعه مما يدور حوله. واذا ما قوبل هذا الاستعداد بعناية وتوجيه سليمين من قبل الأهل فإن النتيجة الحتمية هي موهبة .
دعوة للاهتمام
مازن جميل ، مهندس ، تحدث عن مواهب ابنائه الثلاثة الذين لمس في كل واحد منهم ميولا تختلف عن أخويه ، فمنهم من يهوى الفن ومنهم من يهوى منذ صغره فك وتركيب الأشياء حسب رؤيته ، والاخير عازف جيتار من الطراز الاول رغم صغر سًنه.
ويقول "لم نتوان كأسرة على تشجيع اي منهم على اتباع ميوله وموهبته سواء أكان ذلك بكلمات الإطراء والاعجاب بمخترعاته ، ام برسوماته ام بعزفه" ويضيف: "وما نستطيع أن نقدمه لهم بحسب إمكاناتنا هو توفير الوقت والمكان لهم ليمارسوا موهبتهم ، وكذلك بعض الادوات البسيطة التي يحتاجونها". ويزيد "الامر ليس هينا اذ انه مكلف نوعا ما ويحتاج الى متابعة ولكنني اطمح بدور اكبر للمدرسة والمؤسسات المختصة برعاية المواهب ليس من اجل ابنائي فقط بل من اجل اجيال من ابنائنا الموهوبين فعلا".
وفيما تعددت وجهات النظر حول مسؤولية تنمية ورعاية مواهب الأطفال ، فهناك من يلقي بمسؤولية تنمية ورعاية المواهب على أولياء الأمور والمدرسة ، والبعض يرى أن المؤسسات المتخصصة في رعاية وتنمية مواهب الأطفال هي الجهة الاكثر مسؤولية اكد "وائل عميرة" ضرورة الاهتمام بمواهب الاطفال مستعرضا موهبة ابنه في التعامل مع جهاز الحاسوب.. الطفل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات لم يلتحق بعد حتى برياض الاطفال ولكن الوالد والوالدة يشجعان هذا الطفل ويحلمان بموهبته التي قد تؤمن له مستقبلا واعدا كما يأملان".
وطالب "عميرة" المدارس والمراكز التي تحمل في اسمائها وعناوينها الابداع والطفولة بضرورة تبني هؤلاء الاطفال من منطلق انهم ثروة حقيقية تحتاج الى صقل ودعم الى جانب التعليم".
وختم عميره حديثه بأمل ان "يلقى طفله التشجيع اللازم حالما ينخرط في الدراسة من خلال تبني المدارس للمواهب وتشجيعها".
اكثر من مجرد لعبة
اللعب في مرحلة الطفولة يشغل بال الاطفال ولكن هل فكرت يوما انه ومن خلال اللعبة التي يلعبها او يحملها بين يديه يمكنك اكتشاف طفلك،، هذه المقولة اثبتت فعاليتها بشدة حيث تقول الرواية ان وكالة الفضاء الامريكية تسلك مسلكا غريبا في اختيار من سيكون من ضمن طاقمها الفضائي المستقبلي في كل مرة ، فمن خلال جمع الاطفال في منطقة لعب ومن ثم ترك العنان لهؤلاء الاطفال في اختيار العابهم يرتكز الاهتمام بأولئك الذين يختارون لعبا قريبة من الفضاء ومفاهيمه .
حيث يقول القائمون على هذا الامر ان اختيار الطفل لهذه اللعبة دون غيرها هو ولابد امر فطري ورؤية تحتاج الى الأخذ بعين الاعتبار. وعلى الصعيد ذاته أطلقت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" اول مسابقة لرسوم الأطفال لمركبة المستقبل الفضائية ، حيث طلب من الاطفال رسم تصورات لهذه المركبة ايمانا من القائمين على هذه الوكالة بوجود مواهب وافكار تحلق في خيال الطفولة الخصب قد لا يتوافر في غيرهم.
ميسي وراؤول.. والتجربة خير برهان
من قاع الفقر المدقع الى الصفوف العالمية الاولى وتصدر صفحات وعناوين الاخبار فلا يخفى على احد تلك العلاقة الفطرية التي تنشأ بين الاطفال وكرة القدم ، هذه العلاقة التي متى صقلت انتجت نجوما يُحكى فيهم.
من ذات الاطار بدأت تجربة اكبر لاعبي كرة القدم الذين حالفهم الحظ في الصغر وسخر لهم من يلحظ ويكتشف فيهم موهبة ما.
فكان حظ راؤول الذي كان يمارس كرة القدم في ضواحي مدريد الجنوبية في حي شعبي يعج بالعمال ، وهو الحي الذي ولد فيه بالفعل ، وحيث سكن مع أهله قبل ان تدر عليه كرة القدم الاموال وينتقل معهم الى فيلا فخمة في مدريد.
كان عمره 10 سنوات عندما أخذ يتردد على الملاعب الشعبية ، لكن أحداً لم يلفت هذا الفتى نظره ، وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره ، وقع نظر احد فنيي نادي اتليتكو في مدريد عليه ، فاستقدمه الى النادي. ليصل هذا الأمر الى نادي ريال مدريد ، وكان احد المسؤولين فيه قد لمحه من قبل ، فاتصلوا به طالبين منه الالتحاق بريال مدريد ، عارضين عليه مبلغاً كبيراً من المال ، فاضطر الصبي اليافع الى الموافقة والذهاب الى الريال.
ومنذ ذلك اليوم بدأت الحياة تبتسم لراؤول وعائلته مع المال والحظ والشهرة بسبب موهبة هي ذاتها دفعت بأحدهم للمناداة على طفل صغير اخر صاحب موهبة.
كان خارج الملعب يداعب الكرة لوحده برفقة امه ، فنادى المدرب الأم قائلا "هل تتركين لي هذا الطفل؟
هذا الطفل كان "ليونيل ميسي".. وبعد تردد لبضع دقائق قررت الأم السماح لابنها باللعب.. هذا الطفل اليوم يمتع العالم بأسره في ملاعب كرة القدم ويحصد الملايين،.
وبعد
الموهبة عطيَّة من الله سبحانه وتعالى تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت ، كلّّ حسب بيئته الثقافية ووسطه الاجتماعي وربما حظه فيمن يرعاه .
ووفقاً لأحدث الدراسات تبيَّن أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو %90 ، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى %10 ، وما إن يصلوا السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط. ما يشير إلى أن أنظمةَ التعليم والأعرافَ الاجتماعيةَ تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها ، مع أنها كانت قادرةً على الحفاظ عليها ، بل تطويرها وتنميتها،،.
ويؤكد علماء القرن الحديث ان ذكاء الأطفال لا ينمو بالكتب فقط بل إن التطور العاطفي يلعب دوراً مهماً في تنمية المقدرة العقلية لصغار السن. والانتباه الى استعدادات الطفل وما يبديه من ميول ممكن التعرف عليها عن طريق مراقبة حركاته ونشاطه في المنزل وتوجيه الطفل الوجهة الصحيحة والتي تأتي عادة بعد أن يلمس موقعه مما يدور حوله. واذا ما قوبل هذا الاستعداد بعناية وتوجيه سليمين من قبل الأهل فإن النتيجة الحتمية هي موهبة .
دعوة للاهتمام
مازن جميل ، مهندس ، تحدث عن مواهب ابنائه الثلاثة الذين لمس في كل واحد منهم ميولا تختلف عن أخويه ، فمنهم من يهوى الفن ومنهم من يهوى منذ صغره فك وتركيب الأشياء حسب رؤيته ، والاخير عازف جيتار من الطراز الاول رغم صغر سًنه.
ويقول "لم نتوان كأسرة على تشجيع اي منهم على اتباع ميوله وموهبته سواء أكان ذلك بكلمات الإطراء والاعجاب بمخترعاته ، ام برسوماته ام بعزفه" ويضيف: "وما نستطيع أن نقدمه لهم بحسب إمكاناتنا هو توفير الوقت والمكان لهم ليمارسوا موهبتهم ، وكذلك بعض الادوات البسيطة التي يحتاجونها". ويزيد "الامر ليس هينا اذ انه مكلف نوعا ما ويحتاج الى متابعة ولكنني اطمح بدور اكبر للمدرسة والمؤسسات المختصة برعاية المواهب ليس من اجل ابنائي فقط بل من اجل اجيال من ابنائنا الموهوبين فعلا".
وفيما تعددت وجهات النظر حول مسؤولية تنمية ورعاية مواهب الأطفال ، فهناك من يلقي بمسؤولية تنمية ورعاية المواهب على أولياء الأمور والمدرسة ، والبعض يرى أن المؤسسات المتخصصة في رعاية وتنمية مواهب الأطفال هي الجهة الاكثر مسؤولية اكد "وائل عميرة" ضرورة الاهتمام بمواهب الاطفال مستعرضا موهبة ابنه في التعامل مع جهاز الحاسوب.. الطفل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات لم يلتحق بعد حتى برياض الاطفال ولكن الوالد والوالدة يشجعان هذا الطفل ويحلمان بموهبته التي قد تؤمن له مستقبلا واعدا كما يأملان".
وطالب "عميرة" المدارس والمراكز التي تحمل في اسمائها وعناوينها الابداع والطفولة بضرورة تبني هؤلاء الاطفال من منطلق انهم ثروة حقيقية تحتاج الى صقل ودعم الى جانب التعليم".
وختم عميره حديثه بأمل ان "يلقى طفله التشجيع اللازم حالما ينخرط في الدراسة من خلال تبني المدارس للمواهب وتشجيعها".
اكثر من مجرد لعبة
اللعب في مرحلة الطفولة يشغل بال الاطفال ولكن هل فكرت يوما انه ومن خلال اللعبة التي يلعبها او يحملها بين يديه يمكنك اكتشاف طفلك،، هذه المقولة اثبتت فعاليتها بشدة حيث تقول الرواية ان وكالة الفضاء الامريكية تسلك مسلكا غريبا في اختيار من سيكون من ضمن طاقمها الفضائي المستقبلي في كل مرة ، فمن خلال جمع الاطفال في منطقة لعب ومن ثم ترك العنان لهؤلاء الاطفال في اختيار العابهم يرتكز الاهتمام بأولئك الذين يختارون لعبا قريبة من الفضاء ومفاهيمه .
حيث يقول القائمون على هذا الامر ان اختيار الطفل لهذه اللعبة دون غيرها هو ولابد امر فطري ورؤية تحتاج الى الأخذ بعين الاعتبار. وعلى الصعيد ذاته أطلقت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" اول مسابقة لرسوم الأطفال لمركبة المستقبل الفضائية ، حيث طلب من الاطفال رسم تصورات لهذه المركبة ايمانا من القائمين على هذه الوكالة بوجود مواهب وافكار تحلق في خيال الطفولة الخصب قد لا يتوافر في غيرهم.
ميسي وراؤول.. والتجربة خير برهان
من قاع الفقر المدقع الى الصفوف العالمية الاولى وتصدر صفحات وعناوين الاخبار فلا يخفى على احد تلك العلاقة الفطرية التي تنشأ بين الاطفال وكرة القدم ، هذه العلاقة التي متى صقلت انتجت نجوما يُحكى فيهم.
من ذات الاطار بدأت تجربة اكبر لاعبي كرة القدم الذين حالفهم الحظ في الصغر وسخر لهم من يلحظ ويكتشف فيهم موهبة ما.
فكان حظ راؤول الذي كان يمارس كرة القدم في ضواحي مدريد الجنوبية في حي شعبي يعج بالعمال ، وهو الحي الذي ولد فيه بالفعل ، وحيث سكن مع أهله قبل ان تدر عليه كرة القدم الاموال وينتقل معهم الى فيلا فخمة في مدريد.
كان عمره 10 سنوات عندما أخذ يتردد على الملاعب الشعبية ، لكن أحداً لم يلفت هذا الفتى نظره ، وعندما بلغ الثالثة عشرة من عمره ، وقع نظر احد فنيي نادي اتليتكو في مدريد عليه ، فاستقدمه الى النادي. ليصل هذا الأمر الى نادي ريال مدريد ، وكان احد المسؤولين فيه قد لمحه من قبل ، فاتصلوا به طالبين منه الالتحاق بريال مدريد ، عارضين عليه مبلغاً كبيراً من المال ، فاضطر الصبي اليافع الى الموافقة والذهاب الى الريال.
ومنذ ذلك اليوم بدأت الحياة تبتسم لراؤول وعائلته مع المال والحظ والشهرة بسبب موهبة هي ذاتها دفعت بأحدهم للمناداة على طفل صغير اخر صاحب موهبة.
كان خارج الملعب يداعب الكرة لوحده برفقة امه ، فنادى المدرب الأم قائلا "هل تتركين لي هذا الطفل؟
هذا الطفل كان "ليونيل ميسي".. وبعد تردد لبضع دقائق قررت الأم السماح لابنها باللعب.. هذا الطفل اليوم يمتع العالم بأسره في ملاعب كرة القدم ويحصد الملايين،.
وبعد
الموهبة عطيَّة من الله سبحانه وتعالى تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت ، كلّّ حسب بيئته الثقافية ووسطه الاجتماعي وربما حظه فيمن يرعاه .
ووفقاً لأحدث الدراسات تبيَّن أن نسبة المبدعين الموهوبين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم نحو %90 ، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة تنخفض نسبة المبدعين منهم إلى %10 ، وما إن يصلوا السنة الثامنة حتى تصير النسبة 2% فقط. ما يشير إلى أن أنظمةَ التعليم والأعرافَ الاجتماعيةَ تعمل عملها في إجهاض المواهب وطمس معالمها ، مع أنها كانت قادرةً على الحفاظ عليها ، بل تطويرها وتنميتها،،.